سلطانية

مع تأسيس الدولة العباسية في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، أصبحت التجارة بين الأراضي الإسلامية والصين في عهد سلالة تانغ عاملاً اقتصادياً مهماً. عُرف العراق إبّان الحقبة العباسية بتصدير المنتجات الزراعية بشكل رئيسي، لا سيما شراب التمر، وهو مكوّن مطلوب جداً في دستور الصيدلة الصيني لخصائصه العلاجية الخاصة. أما الواردات فشملت الخزف الصيني، الذي كان سلعةً متداولة بكثرة عبر المحيط الهندي إلى العراق. وسرعان ما بدأ الخزافون العراقيون، المنبهرون بالمنتجات الفاخرة ذات القيمة العالية القادمة من الصين، بتطوير منتجات محلية مماثلة. تعتبر هذه الجفنة مثالاً رائعاً لخزف البصرة الجديد الأزرق والأبيض. يظهر على الجفنة سطر واحد غامق من الخط الكوفي، يقول "ما عمل صلح". تشير معظم النقوش المنسقة بشكل بارز وغير متناظر إلى الحظ السعيد أو اسم صانع القطعة الخزفية. شاع استخدام الخزفيات ذات اللونين الأزرق والأبيض في جميع أنحاء الدولة العباسية، وعُثر عليها على نطاق واسع في العديد من المواقع الأثرية مثل الحيرة أو كيش أو سامراء.