بلا عنوان

تُعد الفنانة مديحة عمر من رواد حركة الحروفية في العالم العربي، الذين مهدوا الطريق لظهور هذا الأسلوب في منتصف القرن العشرين.

أقيم أول معرض فردي لها في واشنطن العاصمة عام 1949 ؛ وفي وقت لاحق من العام نفسه، نشرت مقالاً بعنوان "الخط العربي: عنصر استلهام في الفن التجريدي".

قدمت مديحة عمر نهجاً تجريبياً أخذت فيه الخط العربي إلى ما ما هو أبعد من وظيفته التواصلية التقليدية، حيث تعمقت في قدراته الجمالية.

أولت مديحة عمر اهتماماً بالغاً بفرادة كل حرف من حروف الأبجدية العربية، مُبرزةً خصائصه الزخرفية والمرنة في صياغة تكوينات تجريدية، واستمدت مقارباتها الحداثوية من استكشاف آفاق جديدة للتعبير البصري، مستلهمة ثقافة المنطقة وروحها.

وقد تركت مفاهيم الهوية والسياسة والروحانية أثرها على التفسيرات الأولى لحركة الحروفية، ليصبح الحرف العربي عنصراً جوهرياً في الهوية البصرية للفن العربي الحديث.

أنجزت مديحة عمر هذا العمل الفني عام 1966، وذلك عقب عودتها من الولايات المتحدة إلى العراق، حيث درّست في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد.