نسيج عليه رسم ليلى والمجنون

يُظهر هذا النسيج الحريري التصويري الكبير صورة رمزية معروفة، غالباً ما تم تصويرها في الرسوم التوضيحية ورسوم المخطوطات، وهي تمثل لقاء العاشقين البدويين التعسين ليلى والمجنون، اللذين اشتهرت قصة حبهما المأساوية عبر العالم الإسلامي من خلال المجموعة الشعرية الشهيرة المعروفة باسم "خمسة" التي كتبها الشاعر الإيراني نظامي في القرن الثاني عشر. يُظهر النسيج ليلي وهي ترتدي ملابسها وفقاً للأزياء الصفوية المبكرة، وتجلس على منصة من الطراز الصيني لها أرجل على شكل تنين موضوعة خارج خيمتها أو مظلتها. نراها ترفع إصبعها الأيسر إلى فمها، في لفتة تقليدية تدل على الدهشة والمفاجأة في الرسم الفارسي. على اليمين يقف المجنون هزيلاً يرتدي أسمالاً بالية يتوسلها من أجل الحب. يبدو جلده وقد أحرقته الشمس من تجوله في الصحراء، شعره أشعث ملبد، وأظافره طويلة. يظهر على يسار الصورة رجل آخر، يرتدي ملابس أنيقة وعمامة وينظر إلى المجنون بضيقٍ أو ازدراء. من المحتمل أن يكون رسولاً بين العاشقين، كما تقول قصيدة نظامي. تبدو في مقدمة الصورة أطباق فاكهة ومخاريط سكر، وإبريق مرفق بحوض، وكأنه يتم الإعداد لمأدبة في الحديقة.
نشأ جدل بين الباحثين حول تأريخ هذا النسيج غير العادي، فقد أرجعه البعض إلى القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي في إيران الصفوية، بينما اعتبره آخرون أكثر حداثة (أواخر القرن الثالث عشر الميلادي / القرن التاسع عشر الميلادي) نظراً لاستخدام تقليد نسج الحرير المذهب الذي يعود إلى الفترة الصفوية.