كوز على شكل أبي الهول

يُعتبر هذا الكوز الذي يعود إلى عصر السلاجقة العظام في إيران فريداً من نوعه. شكَّل الخزاف الكوز بهيئة أبي هول يجلس رابضاً، وهو مخلوق أسطوري هجين برأس امرأة وجسم أسد وأجنحة نسر يرتكز على قاعدة مربعة، تغطي جسم الكوز بالكامل زخرفة مطلية من نمط المحاليق وأوراق الشجر الملتفة. على رأسه قطعة مدببة جوفاء والتي تُعتبر من مميزات الملابس الملكية النسائية في العهد السلجوقي، ومن خلال هذا التجويف كانت السوائل تُسكب من الكوز وإليه. استُخدم هذا الكوز المميز - الذي يُمسَك من مقبضه المتكون من ريش الأجنحة الملتف - لسكب المياه، وكان يُقدَّم في الغالب للضيوف في المنزل فور وصولهم، وقبل تناول وجبة الطعام وبعدها أو لتقديم المشروبات في الولائم. الزخرفة في الكوز المصقول تمت باستخدام تقنية الشيّ المزدوج المتطورة والمكلفة، كانت تعطي توهجاً لامعاً وبريقاً لهذه القطعة خاصةً عند تأملها تحت ضوء الشموع الخافت. أصبح نقش أبو الهول شائعاً خاصةً خلال العصر السلجوقي حيث ارتبط برمزية عطاء الشمس والنجوم، ولذلك تم تكراره في مجموعة متنوعة من القطع ابتداءً من السيراميك المطلي اللامع إلى الأعمال المعدنية، الأمر الذي كان يسعد أصحاب القطع كثيراً. خلال الفترة السلجوقية بين سوريا وإيران، نشهد زيادة الاهتمام بالأعمال ثلاثية الأبعاد في عدد من القطع الخزفية، إما لتُستخدم في غرض ما أو للزينة بتمثيل الحيوانات والبشر. ورغم أن العديد من الأباريق ذات الشكل البشري أو الحيواني عُرفت في إيران منذ العصور الوسطى، إلا أن هذا الإبريق بالذات هو نموذج فريد من نوعه لتصويره المميز النابض بالحياة لأبي الهول.