فنجان ذهبي

يعيد هذا الفنجان الذهبي الصغير، بأناقته الرصينة الرائعة، إلى الأذهان فخامة البلاط الإلخاني ويعكس فترة الازدهار والتجارب الفنية التي أعقبت الغزو المغولي لإيران وآسيا الوسطى في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. نظراً لندرة الأواني الباقية من الذهب في هذه الفترة، فإن هذا الفنجان النادر الذي لا توجد له أقدام للاستناد، يحمل أهمية تاريخية عالية بشكل خاص. طُرقت الصفيحة الذهبية بحيث تصبح على شكل فنجان له ثمانية أوجه. الفنجان صلب لكنه خفيف، وكل وجه فيه يحمل زخرفة منقوشة لطائر أسطوري مستوحى من الصين بين الأغصان، والذي تم ملؤه بمركب أسود (تقنية النيلو) لزيادة التباين مع الخلفية الذهبية. يذكّر المظهر الجانبي لمسند الإبهام على شكل أوراق الشجر والمقبض الرفيع المستدير بنماذج من الخزف والزجاج المصبوب صُنعت في الحقبتين الغزنوية والسلجوقية، كما يذكر أيضاً بالأنماط السابقة التي تم تطويرها بين النخب الحضرية في إيران الساسانية وآسيا الوسطى (بين السكان الصغديين الأثرياء على وجه الخصوص) والتي كان يتم تصديرها إلى الصين خلال حكم سلالة تانغ، حيث نمت شعبيتها وتم تقليدها.